هروب زيلينسكي..  قصة مغادرة الرئيس الأوكراني لكييف ليلة الحرب

الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي
الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي

في أول زيارة له للخارج منذ بداية الحرب في فبراير الماضي، يتوجة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إلى واشنطن، اليوم الأربعاء، حيث من المفترض أن يلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن، ويلقي كلمة أمام الكونجرس، في زيارة لن تتعدى بضعة ساعات بحسب الإدارة الأمريكية.

ووفقًأ لتصريحات البيت الأبيض فإن هذه الزيارة تسعى لأن تبعث برسالة، مفادها أن الموقف الأمريكي سيظل دائمًا مساندًا لأوكرانيا في حربها الحالية، خاصة وأنه لا يوجد فرصة سانحة لانهاء الوضع العسكري بالطرق الدبلوماسية في أي وقت قريب.

اقرأ أيضًا: البيت الأبيض: زيلينسكي سيلقي اليوم كلمة أمام الكونجرس

هروب زيلينسكي
وعلى الرغم من أن هذه أول زيارة رسمية خارجية للرئيس الأوكراني، إلا إنها لم تكن المرة الأولى التي تحدثت فيه التقارير الإعلامية عن هروبه خارج البلاد، بعيدًا عن الوضع العسكري.

ففي نهاية فبراير الماضي، وبعد يوم واحد من اندلاع الحرب، نشرت وسائل إعلام روسية، أن زيلينسكي على الأرجح غادر كييف.
وأكد ذلك رئيس مجلس الدوما الروسي على تليجرام، مؤكدًا :«إن الرئيس الأوكراني زيلينسكي فر من كييف على عجل»

جاء الرد الأوكراني في 26 فبراير، اي بعد يومين من اندلاع الحرب، حين أعلنت السفارة الأوكرانية في بريطانيا إن الرئيس زيلينسكي رفض عرضا من الولايات المتحدة بإجلاء العاصمة كييف.

وأوضحت أن زيلينسكي رد على عرض الإدارة الأمريكية قائلا: «الحرب هنا. أحتاج إلى ذخيرة ،وليس إلى رحلة.»

وغردت السفارة في ذلك الوقت قائلة: «الأوكرانيون فخورون برئيسهم».

وفي اليوم التالي نشر الرئيس الأوكراني فيديو له على موقع «تويتر» قال فيه: «لا تصدقوا الإشاعات».

وتابع: «أنا هنا، نحن لا نلقي السلاح، سوف ندافع عن بلادنا، لأن سلاحنا هو الحقيقة، وحقيقتنا هي أن هذه أرضنا، وبلدنا وأطفالنا، سندافع عن كل هذا. هذا كل ما أردت إخباركم به».

مشاركات دولية

وعلى الرغم من أن زيلينسكي لم يغادر أوكرانيا ولو للحظة واحدة منذ بداية الحرب، إلا إنه شارك في عدد من المؤتمرات الدولية من خلال فيديوهات قام بتسجيلها وعرضها.

ففي نوفمبر الماضي، عُرض فيديو للرئيس الأوكراني خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن، أكد خلالها أن الغارات الجوية الروسية على شبكة الكهرباء الأوكرانية تمثّل «جريمة واضحة ضد الإنسانية».

وتابع زيلينسكي: «عندما تكون درجة الحرارة تحت الصفر وعشرات الملايين من الناس بدون إمدادات للطاقة، وبدون تدفئة، وبدون ماء، فهذه جريمة واضحة ضد الإنسانية».

كما شارك زيلينسكي في قمة مجموعة السبع الافتراضية في ديسمبر الجاري.

وفي فيديو مصور آخر أرسلة زيلينسكي إلى شرم الشيخ في نوفمبر الماضي خلال فعاليات مؤتمر المناخ COP27،  قال: «الأرض لا يمكنها تحمل طلقة نارية واحدة. نحن بحاجة إلى تحركات جماعية».

ووفقًا لما ذكرته وسائل إعلام أمريكية فإن الرئيس زيلينسكي الذي  يعتزم زيارة واشنطن لحضور اجتماع مع جو بايدن وإلقاء كلمة أمام الكونجرس تحدث طوال الـ10 شهور الماضية مرارًا وتكرارًا إلى القادة والمؤيدين في جميع أنحاء العالم ، ولكن عبر الهاتف وعبر الفيديو فقط، وهذه هي المرة الأولى التي يتوجه فيها بشكل شخصي إلى دولة لمقابلة رئيسها أو إلقاء كلمة منها.

ومن المتوقع أن يتضمن اجتماع البيت الأبيض إعلانًا من بايدن عن حزمة أسلحة جديدة لكييف بما في ذلك صواريخ باتريوت.

كما أخبرت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي أعضاء الكونجرس في رسالة يوم الثلاثاء أنه ينبغي أن يكونوا حاضرين في ليلة الأربعاء. وكتبت دون تفسير: «من فضلك كن حاضرا، الأربعاء، للتركيز بشكل خاص على الديمقراطية».

وتعتبر هذه الرحلة هي بمثابة اعتراف من زيلينسكي بحجم الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة لبلاده خلال الفترة الماضية، حيث قدمت ما يقدر بنحو 50 مليار دولار من إجمالي المساعدات، بما في ذلك حوالي 20 مليار دولار من المساعدات العسكرية.